الجمعة، سبتمبر 25، 2009

الوعي

الصّحوة


هُناك قصّة تُروى عن راميرز Ramirez.

إنّه رجُل مُتقدِّم في السّن، يعيش في قصره المبني على تلّة.

كان راميرز ينظر مِن النّافذة (إنّه في الفراش لأنّه مشلول)، فيرى عدوّه. الّذي كان هُو الآخَر مُتقدِّمًا في السّن، ولذلك كان يتّكئ على عصا.

وكان عدوّه يصعد التّلّة على عصاه ببطئ ومشقّة.

وقد استغرق مِنه صُعود التّلّة نحو ساعتَيْن ونصف.

ولَم يكن باستطاعة راميرز فعل أيّ شيء، إذ كان الخدم في يوم عطلتهم.

وهكذا فتح عدوّه الباب، واتّجه مُباشرة إلى غرفة نومه، وأدخل يده في معطفه، وسحب مِنه مُسدّسًا.

وقال: " راميرز، لقد حان أخيرًا وقت تصفية حساباتنا."

فحاول راميرز كُلّ جهده ليُقنعه بالعُدول عن ذلك.

فقال: "هيّا، بورجا Borgia، لا يُمكنك فعل ذلك. فأنتَ تعرف أنّي لَم أعُد ذلك الرّجُل الّذي عاملك بالسُّوء، عندما كُنتَ شابًّا، مُنذ سنوات عديدة، وأنتَ لَم تَعُد ذلك الشّابّ. كفى."

فقال عدوّه: "آه، كلاّ، إنّ كلماتك المعسولة لن تردعني عن القيام بمُهمّتي الإلهيّة هذه. أُريد أنْ أثأر، ولن يُمكنك فعل أيّ شيء تُجاه ذلك."

فقال راميرز: "بلى! هُناك طريقة!"

فسأله عدوّه: "وما هي؟"

فقال راميرز: "أستطيع أنْ أستيقظ."

وفعل هذا واستيقظ!


عندما يقول لكم أحدهم: "ليس ثمّة أمر تستطيعون فعله تُجاه ذلك"،

تقولون: "بلى! هُناك طريقة! أستطيع أنْ أستيقظ!"

وبغتةً، لن تعود الحياة كابوسًا كما تبدو. استيقظوا!


الوعي

أنتوني دي ميلُّو

ليست هناك تعليقات: