الاثنين، أكتوبر 05، 2009

"بماذا يُشبَّه الوعي؟"


مُتشرّد لندن


إنّه مِثل قصّة ذلك المُتشرّد في لندن، الّذي كان يستعدّ لقضاء ليلته.

فبعد أنْ حصل بصُعوبة على قطعة خُبز لوجبة طعامه، وصل إلى جسر على نهر التايمز، وكانت تُمطر رذاذًا ناعمًا، فتدثّر بمعطفه القديم البالي.

وبينما كان يستعدّ للنّوم، فجأةً توقّفت إلى جانبه سيارة رولس رويس.

ونزلت مِنها سيّدة شابّة جميلة، وقالت له: "سيّدي المسكين، هل تُخطّط لتقضي ليلتك على هذا الجسر؟"

فقال المُتشرّد: "نعم."

فقالت: "لا أقبل بذلك. فأنتَ ستأتي إلى بيتي وهُناك ستقضي ليلة مُريحة، وستحصل على عشاء فاخر." وأصرّت على ذلك حتّى صعد الرّجُل إلى السّيارة.

ثُمّ قادت السّيارة خارج لندن، ووصلت إلى مكان حيث تملك قصرًا واسعًا تُحيطه حديقة كبيرة.

وهُناك استقبلهما كبير الخدم، فقالت له السيّدة: "جايمس، استضف هذا الرّجُل في جناح الخدم وعامله بلُطف." وهذا ما فعله جايمس.

وبعد أنْ خلعت السيّدة الشّابّة ثيابها، وكادت تذهب للفراش، تذكّرت فجأة ضيفها لهذه اللّيلة.

فلبست عليها ثُمَ عبرت الرّواق إلى جناح الخدم.

ورأت ضوءًا خافتًا يخرج مِن الغُرفة حيث استُضيف المُتشرّد. فقرعت الباب بنُعومة وفتحته، فرأت الرّجُل مُستيقظًا.

فقالت: "ما المشكلة، سيّدي الطّيّب، ألَم تأكل وجبة جيّدة؟"

فقال: "سيّدتي، لَم آكل وجبة أفضل مِنها في حياتي كُلّها."

"وهل لديك تدفئة كافية؟"

فقال: "نعم، فالسّرير دافئ ومُريح."

ثُمّ قالت: "رُبّما تحتاج إلى قليل مِن الرّفقة. فلماذا لا تُزيح قليلاً إلى هُناك؟"

ثُمّ راحت تقترب مِنه، وبينما هُو يزيح،

سقط مُباشرة في نهر التايمز.


الوعي

أنتوني دي ميلُّو