السبت، أكتوبر 31، 2009

الطفولة


في كل طفل يسكن الله، إلى أن تُغيره مُحاولاتنا لقولبته فتُحوِّل الله إلى شيطان!


هناك فيلم جميل من إخراج الإيطالي فيديريكو فيلّيني عنوانه ثمانية ونصف

في أحد المشاهد: هناك أخ مسيحي وهو خارج في نزهة مع مجموعة من الصبيان تتراوح أعمارهم بين الثمانية والعشرة أعوام.

إنهم على شاطئ البحر، يتنزهون سائرين، في حين بقي الأخ في وراءهم ومعه من حوله ثلاثة أو أربعة منهم.

هناك يلتقون بامرأة أكبر منهم سنًّا، وهي عاهره، ويقولون لها: "مرحبًا."

فترد: "مرحبًا".

فيسألونها: "من أنت؟"

فتجيب: "أنا عاهرة".

إنهم لا يعرفون ما هي العاهرة، ولكنهم يتظاهرون بمعرفة الأمر.

ويبدو أن أحدهم كان على إطلاع أكثر بقليل من الآخَرين، يقول:

"العاهرة امرأة تقوم بأُمور معيَّنة، إذا دفعت لها".

فسألوه يطلبون: "وهل ستفعل هذه الأشياء، إذا دفعنا لها؟"

"ولِم لا؟" جاءت الإجابة.

فجمع الأولاد بعض المال وأعطوه لها، قائلين:

"هل ستقومين ببعض الأشياء الآن وقد دفعنا لك المال؟"

فأجابت: "بالتأكيد، وماذا تريدون منّي أن أفعل؟"

كان الشيء الوحيد الذي مرّ في ذهن الأولاد أن يجعلوها تخلع ملابسها.

فخلعتها.

وراح الأولاد ينظرون إليها، إذ لم يكن قد شاهدوا من قبل امرأة عارية.

ولكنهم لم يكونوا يعلمون أي شيء أخَر يطلبون منها، ثم سألوها: "هلا ترقصين؟"

فتُجيب: "بالتأكيد."

فتجمّعوا كُلّهم حوليها، وراحوا يُغنّون ويُصفِّقون وكانوا متمتّعين للغاية بينما العاهرة تتمايل رقصًا.

رأى الأخ كل هذا. فراح يركض على الشاطئ ويصرخ في وجه المرأة. وأعطاها ثيابها لترتديها.

ويُعلِّق الراوي قائلاً:

"في تلك اللحظة، عرف الأطفال الفساد لأوّل مرّة؛ حتى ذلك الحين كانوا أبرياء، رائعين".