الاثنين، أكتوبر 11، 2010

وهم الخوف


162
وهم الخوف


كان صموئيل غارقًا في حالة من الاكتئاب، وبالطبع مَن يُمكن أن يلومه؟
فقد أمره صاحب الملك بإخلاء الشقّة، ولَمْ يَكُن لديه مكان يلتجئ إليه.
فجأة لمع ضوء الفجر في ذهنه. إذ تذكّر أنه بإمكانه الإقامة مع صديقه العزيز موسى.
جعلته هذه الفكرة يشعر بالكثير من الراحة، إلى أن بدأت تُهاجمه هذه الفكرة: "ما الذي يجعلك مُتَيقِّنًا أن موسى سوف يستضيفوك عنده؟"
ردّ صموئيل بحماسة على فكرته: "لِما لا؟ ففي نهاية الأمر أنا مَن عثر له على مكان إقامته الحالي، وأنا مَن أقرضه المال لسداد إيجار فترة الستة أشهر الأُولى. فإن أقل ما يمكنه القيام به، من دون شك، هو أن يستضيفني لمدة أسبوع أو حين أكون في مأزق".
هذا ما سوّى المسألة، إلى أن هجمت عليه الفكرة ثانية بعد العشاء، فقال صموئيل لنفسه: "لنفترض أنه سيرفض"
"يرفض؟"
"ولكنْ لماذا، بحق الله، سيرفض؟ فإن الرجل مدين لي بكل ما لديه.
فأنا مَن دبّر له عمله، وأنا مَن عرّفه على زوجته الرائعة، التي أنجبت له أبناءه الثلاثة الذين هم مصدر فخره وبهجته واعتزازه.
فهل سيرفض استضافتي لمُدّة أسبوع؟ هذا مُستحيل!"
هذا ما سوّى المسألة، إلى أن حان وقت ذهابه إلى السرير، ولكنه لم يتمكّن من النوم لأن الفكرة عادت تُلحّ عليه بالقول: "لكن لنفترض فقط أنه سوف يرفض. ماذا بعد؟"
كان هذا أكثر من اللزوم بالنسبة لصموئيل. فقال: "كيف بإمكانه، بحق الجحيم، أن يرفض؟"
وتوترت أعصابه للغاية.
"إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة اليوم، فهذا بفضلي. فقد أنقذته من الغرق عندما كان طفلاً. فهل سيكون جاحدًا لدرجة أنه سيتركني خارجًا في الشارع في منتصف فَصْل الشتاء؟"
ظلّت الفكرة تتردّد في فكره: "لنفترض فقط..."
جاهد صموئيل المسكين ضدها بقَدْر استطاعته.
ثُم نهض من الفراش، نحو الساعة الثانية بعد مُنتصف الليل.
وذهب عند موسى، وضغط بإصبعه وأبقاه على زر جرس الباب، حتى فتح له موسى، وهو نصف نائم، وقال بذهول "صموئيل! ما الأمر؟ ما الذي جاء بك إلى هنا في منتصف الليل؟"
كان صموئيل غاضبًا جدًّا، فلم يستطيع من منع نفسه من الصراخ.
"سأقول لك ما الذي جاء بي إلى هنا في مِثل هذه الساعة من الليل!
إذا كنتَ تظنّ أنني سأطلب مِنك أن تستضيفني حتى ولو ليوم واحد، فأنت مخطئ.
فأنا لا أريد أن يكون لي أي علاقة بك، وببيتك، وبزوجتك أو بعائلتك.
اذهبوا كُلّكم إلى الجحيم!"
ثم استدار صموئيل وغادر.

صَلاَةُ الضِّفْدَعَةِ الجُّزْءُ الثَّانِي
أَنْتُونِي دِي مِيلُّو