الأحد، سبتمبر 27، 2009

غُربة

غُربة

غريب أن يكون المرء غريبًا في بيته، ومن ثمّ يجد بيته في دار الغربة!

السبت، سبتمبر 26، 2009

لا تتغير!

52

لا تتغير!

بقيت لسنين عديدة عصابيًّا.

كنت قلقًا ومكتئبًا وأنانيًّا.

وما يفتأ الجميع يطلب مني أن أتغير.

فاستأت منهم، ثم وافقتهم، وأردت أن أتغير.

لكني بكل بساطة لم أقدر، بالرغم من كل ما بذلت من جهود.

وكان أكثر ما يؤلمني أن أقرب أصدقائي إليّ كان، مثل الآخرين، يلح علي لكي أتغير.

لذا شعرت بالعجز كمن وقع في فخ.

ثم، ذات يوم، قال لي:

"لا تتغير. أحبك كما أنت."

كان لكلماته وقع الموسيقى في أذنيّ:

"لا تتغير. لا تتغير. لا تتغير أحبك كما أنت."

فشعرت بارتياح، ودبّت فيّ الحياة.

وفجأة تغيرت!

وإني أعلم الآن أنه لم يكن في مقدرتي فعلاً أن أتغير،

إلى أن أجد من يحبني سواء تغيرت أم لم أتغير.

أتُراك تحبني هكذا، يا ألله؟

زقزقة العصفور

أنطوني دي ميلُّو

الجمعة، سبتمبر 25، 2009

الوعي

الصّحوة


هُناك قصّة تُروى عن راميرز Ramirez.

إنّه رجُل مُتقدِّم في السّن، يعيش في قصره المبني على تلّة.

كان راميرز ينظر مِن النّافذة (إنّه في الفراش لأنّه مشلول)، فيرى عدوّه. الّذي كان هُو الآخَر مُتقدِّمًا في السّن، ولذلك كان يتّكئ على عصا.

وكان عدوّه يصعد التّلّة على عصاه ببطئ ومشقّة.

وقد استغرق مِنه صُعود التّلّة نحو ساعتَيْن ونصف.

ولَم يكن باستطاعة راميرز فعل أيّ شيء، إذ كان الخدم في يوم عطلتهم.

وهكذا فتح عدوّه الباب، واتّجه مُباشرة إلى غرفة نومه، وأدخل يده في معطفه، وسحب مِنه مُسدّسًا.

وقال: " راميرز، لقد حان أخيرًا وقت تصفية حساباتنا."

فحاول راميرز كُلّ جهده ليُقنعه بالعُدول عن ذلك.

فقال: "هيّا، بورجا Borgia، لا يُمكنك فعل ذلك. فأنتَ تعرف أنّي لَم أعُد ذلك الرّجُل الّذي عاملك بالسُّوء، عندما كُنتَ شابًّا، مُنذ سنوات عديدة، وأنتَ لَم تَعُد ذلك الشّابّ. كفى."

فقال عدوّه: "آه، كلاّ، إنّ كلماتك المعسولة لن تردعني عن القيام بمُهمّتي الإلهيّة هذه. أُريد أنْ أثأر، ولن يُمكنك فعل أيّ شيء تُجاه ذلك."

فقال راميرز: "بلى! هُناك طريقة!"

فسأله عدوّه: "وما هي؟"

فقال راميرز: "أستطيع أنْ أستيقظ."

وفعل هذا واستيقظ!


عندما يقول لكم أحدهم: "ليس ثمّة أمر تستطيعون فعله تُجاه ذلك"،

تقولون: "بلى! هُناك طريقة! أستطيع أنْ أستيقظ!"

وبغتةً، لن تعود الحياة كابوسًا كما تبدو. استيقظوا!


الوعي

أنتوني دي ميلُّو

الاثنين، سبتمبر 21، 2009

أنا والآخَر

80

فَانْتَازِيَّا


"ما هو ألدُّ أعداء الاستنارة؟"

"الخوف".

"وما الذي يولِّد الخوف؟"

"التضليل".

"وما هو الضلال؟"

"أنْ تظنَّ أنَّ الورود حواليكَ هي أفاعٍ سامَّة".

"وكيف أقدر أنْ أنال الاستنارة؟"

"افتحْ عينَيْكَ وانظُرْ".

"ماذا؟"

"أنَّ هنا حواليكَ لا يوجد ولا حتَّى أفعى واحدة".


دَقِيقَةُ حِكْمَة

أنتوني دي ميلُّو

الجمعة، سبتمبر 18، 2009

طفلة عصابيّة؟

2

طفلة عصابيّة؟

كانت ماري الصغيرة مع والدتها على شاطىء البحر.

'ماما، هل لي أن ألعب بالرمال؟"

"كلا، عزيزتي. ستوسخّين ملابسك النظيفة.

"هل لي أن أخوض في المياه؟"

"كلا، فسوف تتبلّلين ويُصيبك البرد.

"هل لي أن ألعب مع الأطفال الآخرين؟"

"كلا، فستضيعين في الحشد."

'ماما، اشتري لي الآيس كريم."

"كلا، إنه سيّء لحنجرتك."

فراحت ماري الصغيرة تبكي.


فالتفتت الأم إلى امرأة كانت واقفة بالقرب منها، وقالت:

"بحق السماء! هل سبق لك أن رأيت مثل هذه الطفلة العصابيّة؟"

صلاة الضِّفدعة، الجزء 2

لأنتوني دي ميلُّو