الثلاثاء، أغسطس 11، 2009

صلاة الضِّفدعة

1

صلاة الضِّفدعة


كان الأخ برونو، ذات مساء، مُستغرِقًا بالصّلاة،

عندما أزعجه صوت نقيق ضفدعة.

وعلى الرغم من أنّه بذل جهودًا كبيرة، لكنّه لم ينجح في تجاهل هذا الضجيج. ففتح النّافذة وصرخ: "سكوت، إنّي أُصلّي".

ولأنّه كان قدّيسًا، أطاع الكُلّ على الفور أمره.

فسكتت كُلّ خليقة حيّة لتخلق جوّ الصّمت المناسب للصّلاة.

غير أنّ الأخ برونو عاد وتوقّف عن الصّلاة، ولكن هذه المرّة من صوت داخليّ كان يقول له: "رُبّما كان نقيق تلك الضّفدعة مرضيًّا لدى الله تمامًا مِثل المزامير الّتي تُصلّيها أنتَ".

فردّ برونو باستخفاف: "وما الّذي قد تجده 'أُذنا' الله جميلاً في صوت الضّفدعة؟"

ولكنّ الصّوت تابع يقول: "لماذا إذًا خلق الله صوتًا مِثل هذا؟"

فقرّر برونو أن يكتشف ذلك بنفسه.

فمدّ رأسه من النّافذة وأمر: "أنشدوا!" فصار الجوّ مليئًا بنقيق الضّفدعة، يرافقه صوت جميع الضّفادع في الجوار.

ووقف برونو ينصت بانتباه، وعلى الفور لم يعُد يسمع أيّ صخب، بل اكتشف أنّ تلك الأصوات، في الواقع، إذا توقّف عن الغضب، تُغْني صمت اللّيل.

وبفضل هذا الاكتشاف، دخل قلب برونو بتناغم مع الكون كُلّه،

وأدرك للمرّة الأُولى في حياته ماذا تعني الصّلاة.


صلاة الضِّفدعة، الجزء 1

لأنتوني دي ميلُّو