الأحد، أكتوبر 31، 2010

الحب والخوف

الحب والخوف


"ما هو الحبُّ؟"
فقال المُعلِّم:
"غياب الخوف الكامل".
"وممَّا نخاف؟"
أجاب المُعلِّم:
"مِنَ الحبِّ".

 
دَقِيقَةُ حِكْمَة
أنتوني دي ميلُّو

الثلاثاء، أكتوبر 19، 2010

أصدقاء

أصدقاء

 
كما يبحث الغواصون عن اللؤلؤ...
هكذا علينا أن نُفتّش عن الاصدقاء!

الاثنين، أكتوبر 11، 2010

وهم الخوف


162
وهم الخوف


كان صموئيل غارقًا في حالة من الاكتئاب، وبالطبع مَن يُمكن أن يلومه؟
فقد أمره صاحب الملك بإخلاء الشقّة، ولَمْ يَكُن لديه مكان يلتجئ إليه.
فجأة لمع ضوء الفجر في ذهنه. إذ تذكّر أنه بإمكانه الإقامة مع صديقه العزيز موسى.
جعلته هذه الفكرة يشعر بالكثير من الراحة، إلى أن بدأت تُهاجمه هذه الفكرة: "ما الذي يجعلك مُتَيقِّنًا أن موسى سوف يستضيفوك عنده؟"
ردّ صموئيل بحماسة على فكرته: "لِما لا؟ ففي نهاية الأمر أنا مَن عثر له على مكان إقامته الحالي، وأنا مَن أقرضه المال لسداد إيجار فترة الستة أشهر الأُولى. فإن أقل ما يمكنه القيام به، من دون شك، هو أن يستضيفني لمدة أسبوع أو حين أكون في مأزق".
هذا ما سوّى المسألة، إلى أن هجمت عليه الفكرة ثانية بعد العشاء، فقال صموئيل لنفسه: "لنفترض أنه سيرفض"
"يرفض؟"
"ولكنْ لماذا، بحق الله، سيرفض؟ فإن الرجل مدين لي بكل ما لديه.
فأنا مَن دبّر له عمله، وأنا مَن عرّفه على زوجته الرائعة، التي أنجبت له أبناءه الثلاثة الذين هم مصدر فخره وبهجته واعتزازه.
فهل سيرفض استضافتي لمُدّة أسبوع؟ هذا مُستحيل!"
هذا ما سوّى المسألة، إلى أن حان وقت ذهابه إلى السرير، ولكنه لم يتمكّن من النوم لأن الفكرة عادت تُلحّ عليه بالقول: "لكن لنفترض فقط أنه سوف يرفض. ماذا بعد؟"
كان هذا أكثر من اللزوم بالنسبة لصموئيل. فقال: "كيف بإمكانه، بحق الجحيم، أن يرفض؟"
وتوترت أعصابه للغاية.
"إذا كان الرجل لا يزال على قيد الحياة اليوم، فهذا بفضلي. فقد أنقذته من الغرق عندما كان طفلاً. فهل سيكون جاحدًا لدرجة أنه سيتركني خارجًا في الشارع في منتصف فَصْل الشتاء؟"
ظلّت الفكرة تتردّد في فكره: "لنفترض فقط..."
جاهد صموئيل المسكين ضدها بقَدْر استطاعته.
ثُم نهض من الفراش، نحو الساعة الثانية بعد مُنتصف الليل.
وذهب عند موسى، وضغط بإصبعه وأبقاه على زر جرس الباب، حتى فتح له موسى، وهو نصف نائم، وقال بذهول "صموئيل! ما الأمر؟ ما الذي جاء بك إلى هنا في منتصف الليل؟"
كان صموئيل غاضبًا جدًّا، فلم يستطيع من منع نفسه من الصراخ.
"سأقول لك ما الذي جاء بي إلى هنا في مِثل هذه الساعة من الليل!
إذا كنتَ تظنّ أنني سأطلب مِنك أن تستضيفني حتى ولو ليوم واحد، فأنت مخطئ.
فأنا لا أريد أن يكون لي أي علاقة بك، وببيتك، وبزوجتك أو بعائلتك.
اذهبوا كُلّكم إلى الجحيم!"
ثم استدار صموئيل وغادر.

صَلاَةُ الضِّفْدَعَةِ الجُّزْءُ الثَّانِي
أَنْتُونِي دِي مِيلُّو

الأحد، أكتوبر 03، 2010

كَيْفَ أَنْقَذَ الدُّكْتُور تُشونْغ حَيَاتِي

38
كَيْفَ أَنْقَذَ الدُّكْتُور تُشونْغ حَيَاتِي؟

"الحَمْدُ للهِ أَنَّنا أَخَذْنَا مَعَنَا بَغْلاً إِلَى النُّزْهَةِ،
لأَنَّهُ عِنْدَمَا أُصِيبَ أَحَدُ الأَوْلاَدِ، اسْتَخْدَمْنا البَغْلَ لِحَمْلِهِ وَالعَوْدَةِ بِهِ. "
"وَكَيْفَ أُصِيبَ؟"
"لَقَد رَفَسَهُ البَغْلُ!"

"هَلْ يُمْكِنُكَ أَنْ تَنْصَحَنِي بِطَبِيبٍ جَيِّدٍ؟"
"أَقْتَرِحُ الدُّكْتُورَ تُشونْغ. فَقَدْ أَنَقْذَ حَيَاتِي".
"وَكَيْفَ حَدَثَ ذَلِكَ؟"
"حَسَنًا. كُنْتُ مُصَابًا بِمَرَضٍ خَطِيرٍ، فَذَهَبْتُ لِرُؤْيَةِ الطَّبِيبِ تِشينْغ.
أَخَذْتُ الدَّوَاءَ الَّذِي وَصَفَهُ لِي، فَشَعَرْتُ بِأَنَّ حَالَتِي سَاءَتْ.
فَذَهَبْتُ إِلَى الطَّبِيبِ تَشانْغ.
وَأَخَذْتُ الدَّوَاءَ الَّذِي وَصَفَهُ لِي، فَشَعَرْتُ بِأَنِّي أَحْتَضِر.
فَذَهَبْتُ أَخِيرًا إِلَى الطَّبِيبِ تُشونْغ، وَلَمْ يَكُنْ فِي عِيَادَتِهِ."

صَلاَةُ الضِّفْدَعَةِ الجُّزْءُ الثَّانِي
أَنْتُونِي دِي مِيلُّو

الأحد، سبتمبر 12، 2010

زيت السمك للكلب


3

 
زيت السمك للكلب


بدأ رجل بإعطاء جرعات كبيرة من زيت السمك لكلبه،
إذ قيل له إنه مفيد للكلاب.
فكان يُمسك بين ركبتيه، كل يوم، برأس الكلب المُقاوم، ويفتح له بقوة فكّيْه ويصبّ فيه زيت السمك حتّى يبتلعه.

 
في أحد الأيام، أفلت الكلب منه وانسكب الزيت على الأرض.
ولشدّة مفاجأ الرجل الكبيرة، عاد الكلب ليلعق الملعقة.
وهكذا اكتشف أن الكلب ما كان يُقاوم ضدّ الزيت بل طريقة إعطائه إياه.


صلاة الضِّفدعة، الجزء الثاني
أنتوني دي ميلُّو

الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

الملاك المُصَفِّق


4

 
الملاك المُصَفِّق


تقول الأسطورة القديمة إن الله عندما خلق العالم، اقترب منه أربعة ملائكة.
فتساءل الأول: "كيف تصنعه؟"
أمّا الثاني فسأل: "لماذا تخلقه؟"
وأمّا الثالث فقال: "هل يمكنني أن أساعدك؟"
وأمّا الرابع فسأل: "هل يستحق الأمر؟"

 
كان الملاك الاول، الباحث؛ والثاني، الفيلسوف؛ والثالث، مُحبّ الغير؛ والرابع، وكيل العقارات.

 
وكان ثمّة ملاك خامس يشاهد بإعجاب وعجب ودهشة، ويُصفِّق بكل سرور. وكان هذا المتصوّف.


صلاة الضفدعة، الجزء الثاني
أنتوني دي ميلُّو

الأحد، سبتمبر 05، 2010

الحياة وليمة

الحياة وليمة

الحياة وليمة. والمأساة أنّ غالبيّة البشر تتضوّر وتموت جُوعًا.
في الواقع، هذا ما أنا أتحدّث عنه.
هُناك قصّة جميلة تروي عن بعض الأشخاص الّذين كانوا راكبين على طَوْف، قبالة سواحل البرازيل، وكادوا يهلكون مِن العطش.
إذ لَم يكن لديهم أدنى فكرة أنّ الماء الطّافين عليه هو ماء عذب.
فقد كان النّهر يصبّ في البحر بقُوّة شديدة، بحيث كان يصل فيه لعدّة أميال، فكان لديهم ماء عذب تمامًا حيث هُم واقفون.
لكنّهم كانوا غير مُدركين لذلك.
وبالطّريقة نفسها، نحن مُحاطون بالفرح والسّعادة والحُبّ.
غير أنّ غالبيّة النّاس غير مُدركة لذلك.
والسّبب: لقد تعرّضوا لغسيل دماغ.
السّبب: إنّهم مُنوّمون مغنطيسيًّا، إنّهم غافون.


الوعي
أنتوني دي ميلُّو

الجمعة، أغسطس 27، 2010

اهتداء


اهتداء

 
قال المُعلِّم لمجموعة مِن تلاميذه المُتحمِّسين بشدَّة للذهاب إلى الحج:
"خذُوا معكم هذه الكُوسة المُرَّة.
وغطِّسوها في جميع الأنهار المُقدَّسة،
وزوِّروها المزارات والأماكن المقدَّسة جميعها".
وعندما رجع التّلاميذ، طُبخَت الكُوسة، وقُدِّمَت وجبةً مُقدَّسة.
فقال المعلِّم ساخرًا بعدما تذوَّقها:
"إنَّه لأمرٌ غريب أنَّ الأماكن المقدَّسة لم تُحلِّيها!"

 
دقيقة حكمة
أنتوني دي ميلُّو

الجمعة، أغسطس 20، 2010

اختيار للتصفيق والهتاف


5

 
اختيار للتصفيق والهتاف

 
يُذكَر أنّه كان يجري اختبار جوني للمشاركة بدور لمسرحية تقوم بها المدرسة. وكانت والدته خائفة من ألاّ يتمّ اختياره للدور، لأنّها كانت على علم بأنه يُعلِّق آمالاً كبيرًا على هذه المُشاركة. وفي اليوم الذي قُدمت فيه، عاد جوني من المدرسة، واندفع نحو والدته واحتضنها، وهتف بفخر وحماسة: "ماما، احزري! لقد تم اختياري للتصفيق والهتاف".

 
من تقرير طفل: "لقد شارك صامويل بشكل رائع في فريق الغناء بالاستماع المفيد ".


صلاة الضفدعة، الجزء 2
أنتوني دي ميلُّو

السبت، أغسطس 14، 2010

الحياة



قال أحدهم:

"الحياة هي ذلك الأمر الَّذي يحدث لنا
بينما نحن مُنشغلين ومُهتمّين بالقيام بمشاريع أُخرى."

جون لينون

الأربعاء، أغسطس 11، 2010

اليقظة-الوعي


جايمي

 
سمعتُ السّنة الماضية في التّلفزيون الإسبانيّ هذه القصّة:
كان شخص يقرع باب غُرفة ابنه، وهُو يقول: "جايمي، استيقظْ!"
فأجاب جايمي: "بابا، لا أُريد أنْ أستيقظ."
فصرخ الأب: "استيقظْ! فعليك الذّهاب إلى المدرسة."
فقال جايمي: "لا أُريد أنْ أذهب إلى المدرسة."
فسأل الأب: "ولماذا؟"
فقال جايمي: "لثلاثة أسباب: أولاً، لأنّها مُملّة؛ ثانيًا، لأنّ الأولاد يضحكون عليّ؛ وثالثًا، لأنّي أكره المدرسة."
فقال الأب: "حسنًا، وأنا سأعطيك ثلاثة أسباب تُؤكّد لماذا عليك الذّهاب إلى المدرسة:
أوّلاً، لأنّه واجبك؛ ثانيًا، لأنّك في الخامسة والأربعين مِن عُمرك؛ وثالثًا، لأنّك مُدير المدرسة".

 
الوعي
أنتوني دي ميلُّو

الاثنين، أغسطس 02، 2010

جمع حجارة على سطح القمر


6
جمع حجارة على سطح القمر


يروي أحد قلائل النّاس من الّذين تمكنّوا من السير على سطح القمر كيف أنه قمع غريزته الفنية عندما كان هناك.
فقد ذكر أنه لمّا كان ينظر إلى الارض من هناك، كيف أنه أُفعم بابتهاج غامر من شدة جمال المشهد.
وبقي لفترة واقفًا، وهو يقول في فكره: "يا إلهي! كم هذا جميل!"
ثم سرعان ما غير مزاجه وقال لنفسه: "قفْ عن هدر وقتك وقُمْ بجمع الحجارة."

 
هناك طريقتان للتربية:
الواحدة تُعلِّمنا كيف نكسب العيش،
والأُخرى تُعلِّمنا كيف نحيا.


صلاة الضفدعة الجزء 2
أنتوني دي ميلُّو

الأحد، أغسطس 01، 2010

أُغْنيةُ حُبّ




أُغْنيةُ حُبّ

مِثْلَ القمر بإشعاعه على الأرض وَجهُكِ
مِثْلَ ليلة مُدلَهِمّة تتعانق عناقيدُكِ
تفاح الفردوس معابدكِ
من البحر العميق أخذتِ لَونَ عينيكِ
من الغيم الأسود، حبيبتي، صُنِعَ حاجباكِ الكحيلان والمُحَدودبان وعيناكِ.
ومن أوراق الورد الأحمر وجهكِ وبشرتكِ
سهام لقلبي رموشك
خزامى ندية، مليئة باللآلئ، فَمُكِ
بين فتيات الأرض، أنتِ لا نظير لكِ
حيث تكونين
لا حاجة لنور الشموع
فَنُور صدركِ يشعُّ إلى الخارج
وينتشر على الموتى...

ناهابيد كوجاك
Nahabed Koutchag

هو أول شاعر غنائيّ أرميني، ويعتبر واحدًا من أفضل شعراء القصيدة الغنائية.
ولد في قرية بالقرب من خاراغونيس Kharagonis بالقُرب من فان (غرب أرمينيا).
لا نعرف سوى القليل عن حياته، وقد وصلت عنه إلينا خبرية مكتوبة سنة 1637 وحكاية من الحكايات التقليدية الشفهية.
دُفن في مقبرة كنيسة القديس ثيودوروس في مسقط رأسه.
كان محبوبًا للغاية، حتّى إنّه وبعد وفاته، راح أهل الريف يذهبون للحج إلى قبره.
مُعظم قصائده مُكوَّنة من الرباعيات وقد وصلت إلينا من مخطوطة مؤرخة عام 1583.
ويمكن تصنيفها قصائد حب وأغاني مهاجرين أو أغاني تحمل إرشادات أخلاقية ودينية.

الأربعاء، يوليو 28، 2010

النفع


النفع

 
ما النّفع المادّيّ الّذي يجنيه البشر مِن إرسال إنسان إلى القمر،
فيما نحن لا نستطيع أن نحيا معًا على الأرض؟

 
الوعي
أنتوني دي ميلُّو

الثلاثاء، يوليو 20، 2010

لقد نسيت كيف يُمكن التّوقّف

7

لقد نسيت كيف يُمكن التّوقّف

في أحد الأيام، سُئل أندرو كارنيجي، وهو واحد من أغنى رجال العالم: لقد كان في أي وقت بإمكانك التوقف، أليس كذلك؟ إذ كان لديك دائمًا أكثر بكثير من حاجتك."
فأجاب: "نعم، هذا صحيح. ولكنّي لم أتمكن من التوقّف، فقد نسيت كيف يتمّ الأمر."

 يخشى الكثيرون من أنْ يتوقفوا عن التفكير إذ يشكّون في أنهم قد لا يستطيعون البدء من جديد.

صلاة الضفدعة، الجزء 2
أنتوني دي ميلُّو

الأحد، يونيو 13، 2010

إلقاء نظرة على جزيرة مشهورة

8

 إلقاء نظرة على جزيرة مشهورة

عاش العجوز مُعظم حياته على ما كان يُعتبر واحدةً من أروع جزر العالم.
والآن وقد عاد لتمضية سني تقاعده في مدينة كبيرة، قال له أحدهم:
"إنه لشيء رائع حتمًا العيش لسنوات طويلة على جزيرة تُعتبر واحدة من روائع الدنيا."
بعد تفكير وجيز، قال العجوز: "حسنًا، كي أقول لك الحقيقة، لو أنّي كنتُ أعلم أنّها هكذا مشهورة جدًّا، لكنتُ ألقيت عليها نظرة".

لايحتاج  الناس إلى أن يتعلّموا كيف ينظرون ويرَوْن.
إنّما هم بحاجة فقط إلى إنقاذهم من مدارس تُعميهم.

صلاة الضفدعة الجزء 2
أنتوني دي ميلُّو

الثلاثاء، يونيو 01، 2010

9 ولدَي ويسلر


9
ولدَي ويسلر

 
أمضى الرسام الأمريكي جيمس مك نيل ويسلر James McNeill Whistler، في أوائل سنة 1850، فترة وجيزة في الأكاديمية العسكرية الأمريكية في وست بوينت West Point، لم تتكلّل بالنجاح.

 
تروي القصّة أنه عندما كُلِّف برسم جسر، رسم جسرًا حجريًّا رومانسيًّا، وأكمله بضفّة نهر معشوشبة وولدين يصطادان من فوقه السمك.
فقال له المُدرّب: "امحُ هذين الولدين من على هذا الجسر! فهذا تمرين في الهندسة."
فمحا ويسلر الولدين من الجسر، ورسمهما يصطادان السمك واقفين على ضفّة النهر، وسلّم الرسم.
فصرخ المدرب غاضبًا: "لقد قلت لك أن تزيل هذين الولدين. امحُهما تمامًا من الصورة!"
ولكنْ كان حسّ ويسلر الإبداعي قويًّا جدًّا.
فقد أزال الولدين تمامًا من الصورة في نسخته التالية،.
"لقد كانا خارج الصورة"، في الواقع، إذ كانا مدفونين تحت اثنين من شواهد القبور الصغيرة على ضفة النهر.

صلاة الضفدعة الجزء 2
أنتوني دي ميلُّو

الأحد، مايو 16، 2010

طبيعة المطر


طبيعة المطر

"إنّ طبيعة المطر هي ذاتها،
غير أنّه يُنمي على السّواء النّباتات الشّائكة في المُستنقعات والوُرود في الحدائق."

مَثل عربي

الأحد، أبريل 25، 2010

الصحوة

المساندة

في إحدى مجموعات العلاج النّفسيّ الّتي أدرتُها، كان هناك راهبة،
قالت لي: "لا أشعر بأنّ رئيستي تُساندني."
فقلتُ لها: "ماذا تقصدين بهذا؟"
فقالت: "حسنًا، إنّ رئيستي الإقليميّة، لَمْ تزُر على الإطلاق بيت الابتداء، عندما كنتُ مسؤولة عنه، إطلاقًا.
لَمْ تقل لي أبدًا أيّ كلمة تقدير."
فقلتُ لها: "حسنًا، دعينا نقوم بتمثيليّة صغيرة، سأزعم بأنّي أعرف رئيستك الإقليميّة.
أو بالأحرى، سأزعم أنّي أعرف تمامًا ماذا تُفكّر بكِ.
فسأقول لكِ إذًا (وأنا أُمثّل دور الرّئيسة الإقليميّة):
اعلمي ماري، إنّ السّبب الّذي مِن أجله لا أزور ذلك المكان حيث تُقيمين، لأنّه المكان الوحيد في الإقليم حيث لا مشاكل ولا قلاقل.
أعرف أنّك المسؤولة، فكُلّ شيء حَسَن."
"كيف تشعرين الآن؟"
فقالت: "أشعر بشعور رائع."
ثُمّ قلتُ لها: "حسنًا، هل تُمانعين بترك القاعة لدقيقة أو دقيقتَيْن؟ فهذا جُزء مِن التّمرين." فخرجتْ.
وبينما كانت في الخارج، قلتُ للآخَرين المُشاركين في مجموعة العلاج:
"سأُتابع تمثيل دور الرّئيسة الإقليميّة، حسنًا؟
إنّ ماري لهي أسوأ مُعلّمة ابتداء عرفتُها خلال تاريخ عملي كُلّه في الإقليم.
وفي الواقع، إنّ السّبب الّذي مِن أجْله لا أذهب إلى بيت الابتداء، ذلك لأنّي لا أستطيع أنْ أتحمّل ما تفعله.
ببساطة إنّه شنيع. ولكنْ إنْ قُلتُ لها الحقيقة، فستكون النتيجة الوحيدة أنّها ستُعذِّب المُبتدئات أكثر فأكثر.
وإنّنا نُفكّر باستبدالها بشخص آخَر خلال سنة أو سنتَيْن، إنّنا بصدد تدريب أحدهم.
أثناء ذلك، فكّرتُ بأنْ أقول لها هذه الأشياء الجميلة حتّى تبقى هادئة.
ما رأيكم بهذا؟"
فأجابوا: "حسنًا، كان هذا الشيء الوحيد المُمكن فعله في مِثل هذه الظُّروف."
ثُمّ استُدعيتُ ماري لتعود إلى المجموعة، وسألتُها إنْ كانت تشعر ذلك الشُّعور الرّائع نفسه.
فقالتْ: "نعم."

الوعي
لأنتوني دي ميلُّو

الجمعة، أبريل 09، 2010

جوني المُتخلّف عقليًّا

جوني المُتخلّف عقليًّا

هُناك قصة تروي عن جوني الصّغير، الّذين يقولون عنه بأنّه مُتخلّف عقليًّا. ولكنْ في الحقيقة لَم يكن كذلك، كما تُبيّن لكم هذه القصّة:
ذهب جوني إلى صفّ النّشاطات اليدويّة في مدرسته المُخصّصة للأولاد مِثله، وهُناك حصل على قطعة مِن المعجون، فصاغ مِنها شكلاً. ثُم إنّه أخذ قطعة مِن المعجون، وذهب إلى إحدى زوايا الغُرفة وراح يلعب بها.
فجاء إليه الأُستاذ وقال له: "مرحبًا جوني."
فقال جوني: "مرحبًا."
فقال الأُستاذ: "ماذا في يدك؟" فقال جوني: "هذه قطعة مِن روث البقر."
فسأل الأُستاذ: "وماذا ستصنع بها؟"
فقال جوني: "أُستاذ."
ففكّر الأُستاذ: "لقد انتكص جوني الصغير."
واستدعى مُدير المدرسة الَّذي صادف مُروره مِن هُناك في تلك اللّحظة، وقال له: "لقد تراجع جوني."
فجاء المُدير إلى جوني وقال: "مرحبًا ابني."
فقال جوني: "مرحبًا."
فقال المُدير: "ماذا في يدك؟"
فقال جوني: "قطعة مِن روث البقر."
فقال: "وماذا ستصنع بها؟"
قال: "مُدير مدرسة."
ففكّر المُدير أنّ هذه الحالة تتطلّب استدعاء بسيكولوغ المدرسة، وطلب أنْ يُرسَل خلف البسيكولوغ.
كان البسيكولوغ رجُلاً ذكيًّا. جاء وقال: "مرحبًا".
فقال جوني: "مرحبًا".
فقال البسيكولوغ: "أنا أعرف ماذا في يدك."
فقال جوني: "ماذا؟"
قال: "إنّها قطعة مِن روث البقر."
فقال جوني: "صح."
وقال: "أنا أعرف ماذا ستصنع بها."
فقال جوني: "ماذا؟"
قال: "بسيكولوغ."
فقال جوني: "خطأ. ليس هُناك روث بقر كافٍ لذلك."
وهذا مَن يدعونه مُتخلّفًا عقليًّا!
الوعي
أنتوني دي مِيلُّو

الأربعاء، أبريل 07، 2010

كيف يُساعدونك في حل مشاكلك؟


كيف يُساعدونك في حل مشاكلك؟

يُذكّرني هذا بشخص كان في لندن بعد الحرب.
كان جالسًا وفي حضنه عُلبة ملفوفة بورق بُنيّ اللّون، كان يحمل شيئًا كبيرًا وثقيلاً.
فجاءه سائق الباص وقال: "ماذا تحمل في حضنك؟"
فقال الرّجُل: "إنّها قُنبلة غير مُنفجرة. لقد وجدناها ونحن نحفر في الحديقة، و الآن إنّي آخذها إلى مركز الشُّرطة."
فقال السّائق: "عليك ألاّ تتركها في حضنك، بل ضعْها تحت المِقعد."

هكذا يُساعدونك في حل مشاكلك إنّهم ينقلون لك القُنبلة مِن حضنك إلى تحت مِقعدك.
لا أحد يحلّ لك فعليًّا مُشكلتك.
هل استوقفكم أبدًا هذا؟
أنت لديك مُشكلة، والآن إنّك تستبدلها بمُشكلة أُخرى.
هكذا يحدث الأمر دائمًا وبهذه الطّريقة إلى أن نحلّ المُشكلة الّتي اسمها "أنت".

الوعي
أنتوني دي مِيلُّو

الاثنين، أبريل 05، 2010

ويبستر والكلمات


كلمات

في إحدى المرّات، رأت زوجة ويبستر Webster بينما كان يُقبِّل الخادمة، فقالت له إني لمتفاجئة للغاية.
وكان وبستر مُتمسِّكًا باستخدام الكلمات بدقة (بالطبع، فهو مؤلِّف القاموس المعروف باسمه)،
فأجاب وقال: "لا، يا عزيزي، أنا الذي فُوجئت. أمّا أنت فمُنذهلة!"

الوعي
أنتوني دي مِيلُّو

الجمعة، فبراير 19، 2010

الكَشْف العظيم


64
الكَشْف العظيم

وعد الغورو أحد الدّارسين بكَشْفٍ يكون أكثر أهمّيّة ممّا في الكُتُب المُقدَّسة جميعها.
ولمَّا عبَّر له الدّارس عن رغبته في معرفة ذلك، أمره الغورو:
"أخرجْ وقِفْ تحت المطر، وارفعْ رأسك وذراعَيْك نحو السّماء.
فتحصل هكذا على كَشْفٍ أوّل."
وفي اليوم التّالي عاد الرّجل ليروي:
"لقد تبعت نصيحتك، فدخل الماء في رقبتي. وشعرت بأنّي غبيّ جدًّا."
فردّ عليه الغورو: "حسنًا، لقد نلت كبداية أفضل كَشْف، ألا تظنّ ذلك؟"

يقول الشّاعر كابير Kabir: ما النّفع مِن أنْ يُنظِّر الباحث كلمات وتصوُّرات (مفاهيم)، إنْ لم يطفح قلبه بالحُبّ؟
وما النّفع مِن أنْ يلبس المُتنسِّك ثيابًا بلون الزّعفران، إنْ كان داخله شاحبًا؟
وما النّفع مِن أنْ تُطهِّر سُلوكك الأخلاقيّ إلى أنْ يلمع، إنْ لم يكن في داخله موسيقى (لحن)؟

التّلميذ: ما الفرق بين المعرفة والاستنارة؟
المُعلِّم: عندما تكون لديك المعرفة، فإنّك مِثلما مَن يستعمل مشعلاً للإنارة.
ولكن عندما تملك الاستنارة، أنت نفسك تُصبح مشعلاً!

صلاة الضِّفدعة، الجزء 1
أنتوني دي ميلُّو

الأربعاء، فبراير 17، 2010

في المديح والذم

في المديح والذم

فالأُمور عادةً تسير على هذا المنوال:
أضغط على زرّ، فترتفع معنويّاتك، أضغط على زرّ آخَر فتهبط معنويّاتك.
وهذا يُعجبكم. كم مِن الأشخاص تعرفون لا يتأثّرون بالمديح أو بالذّمّ؟
نقول إنّ هذا ليس بشريًّا. وتعبير إنسانيّ يعني أنّك تُحبّذ أنْ تكون سعدانًا صغيرًا، فيستطيع الجميع شدّ ذيلك،
وأنت تُنفّذ كُلّ ما يتعيّن عليك فعله. فهل هذا إنسانيّ؟
إذا ما وجدتَني فاتنًا، فهذا يعني أنّك في هذه اللّحظة الحاضرة في مزاج جيّد، ليس إلاّ.

الوعي
أنتوني دي ميلُّو

الأربعاء، فبراير 03، 2010

في تنقية نظرتنا وتطهيرها


في تنقية نظرتنا وتطهيرها

ذهب بعض المبشرين الأميركيين، برفقة زوجاتهم، إلى جزر بحر الجنوب.
وكانت نساء الجزيرة تأتين إلى الكنيسة عاريات الصدر. ممّا أثار حفيظة زوجات المبشرين.
وأصرّت زوجات المبشرين على وجوب أن تكون ملابسهن محتشمة وضرورة أن يكون مظهرهن لائقًا.
لذا فإن المبشرين وزّعوا عليهن قمصانًا لكي ترتديهن.
وفي الأحد التالي، جاءت النساء مُرتديات القمصان، ولكن ويا للمفجأة، فقد قمن بفتح فتحتين كبيرتين فيها من أجل التهوئة.
لقد كُنّ على حق؛ وكان المبشرون على خطأ.

الوعي
أنتوني دي ميلُّو